
رغم أن شركة آبل تواجه مشكلات واضحة في مجال الذكاء الاصطناعي وتأخرها في هذا المجال، فإن قدراتها المالية الكبيرة تمنحها فرصة استثنائية لتعزيز موقعها التنافسي، ويبدو أن الرئيس التنفيذي تيم كوك يفكر في إمكانية شراء شركات لتحقيق هذا الهدف إذا لم تنجح مشروعات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في الوقت المناسب.
خلال مكالمة أرباح حديثة، طرح كوك أمامه أسئلة مباشرة تتعلق بخارطة طريق آبل في الذكاء الاصطناعي، وكيف تخطط الشركة لمواجهة عمالقة مثل غوغل وOpenAI. تصريحاته توحي بأن اللجوء إلى استحواذات كبيرة أصبح خيارًا ممكنًا، خاصة مع استمرار التقدم البطيء في مشاريعها الداخلية.
تقارير سابقة ذكرت أن آبل أبدت اهتمامًا بالاستحواذ على شركة Perplexity الناشئة في هذا المجال، كجزء من استراتيجيتها لبناء منتجات متكاملة حول تقنيات خارجية جاهزة، وتلميحات كوك الأخيرة تعزز هذا الاحتمال بشكل واضح. تعاني آبل في الوقت ذاته من نزيف الكفاءات في الذكاء الاصطناعي، حيث فقدت عددًا من أبرز مهندسيها وباحثيها لمنافسين عرضوا لهم رواتب مغرية وخطط تطوير أكثر وضوحًا.
في محاولة لجذب الموظفين وتحفيزهم، قام كوك بإلقاء خطاب أمام العاملين في الشركة، مشددًا على أهمية الذكاء الاصطناعي كأحد أكبر رهانات آبل في المستقبل. وقد نقلت وكالة بلومبرغ عنه قوله إن الذكاء الاصطناعي يُعد من أكثر التقنيات تأثيرًا في عصرنا، وأنه سيغير جميع الأجهزة بشكل جوهري. مع التأخر الحالي، يبدو أن الخيار المتاح أمام آبل هو ضخ الاستثمارات اللازمة لتقليص الفجوة بينها وبين المنافسين، مثل Anthropic المطورة لبرنامج Claude وPerplexity.
رغم حرص آبل على بناء نظامها الخاص، إلا أنها ليست رافضة لدخول شراكات مع بعض المنافسين لتقديم تجربة ذكاء اصطناعي متكاملة للمستخدمين. لكن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق التوازن بين تطوير حلول فعالة داخليًا والحفاظ على تعهدات آبل بشأن الخصوصية، وهو ما يتطلب بناء تقنيات خاصة بها.
تحديث المساعد الصوتي “سيري” يبقى محورًا رئيسيًا في استراتيجية الشركة في الذكاء الاصطناعي، رغم أنه لم يُطلق بعد رغم التأكيدات المتكررة. وقد أقرت آبل بوجود مشكلات في النسخ السابقة، وتشير التوقعات إلى أن النسخة الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من “سيري” قد تُطرح بحلول ربيع العام المقبل. ومن المقرر الكشف عن سلسلة آيفون 17 الشهر المقبل، حيث يُحتمل أن تستغل آبل المناسبة للإعلان عن ملامح جديدة لخططها في الذكاء الاصطناعي، مع احتمالية الإعلان عن صفقات كبيرة إذا لم تكن قد تمت بالفعل بحلول ذلك الوقت.