
نجح مهندسو مركز جودارد لرحلات الفضاء في ولاية ماريلاند في تركيب درعين شمسيين على تلسكوب نانسي غريس رومان الفضائي، وقال ماثيو ستيفنز، مهندس الفضاء بالمركز، إن الدرع يعمل كواقٍ شمسي قوي يحمي الأجهزة الحساسة من حرارة الشمس وضوئها، الأمر الذي يعوق قدرة التلسكوب على رصد الإشارات الخافتة من الفضاء.
يأتي هذا الإنجاز في ظل مخاطر كبيرة قد تهدد مستقبل التلسكوب بسبب مقترحات الميزانية الفيدرالية الأخيرة، حيث يدعو طلب الميزانية للسنة المالية 2026 إلى تخفيضات واسعة في تمويل وكالة ناسا، مما يُهدد بتأخر أو إلغاء خدمات علمية بارزة مثل رومان، الذي عانى سابقًا من شكوك في التمويل.
رغم أن التلسكوب يسير في المسار الصحيح لاستهداف إطلاقه في مايو 2027، مع هدف مبدئي في خريف 2026، فإن التخفيضات المقترحة قد تؤخر عمليات التكامل والاختبار والمهمة بشكل عام إذا تم إقرارها، ويحذر العلماء من أن استمرار عدم الاستقرار المالي سيضر بخطط سنوات من الاستثمار في رومان، وهو مرصد مهم مصمم للكشف عن أسرار كونية تشمل الطاقة المظلمة والكواكب الخارجية.
تجري جهود في الكونغرس لمحاولة استعادة التمويل اللازم، لكن مستقبل التلسكوب يعتمد على قدرة المشرعين في تعديل التخفيضات، وفي المقابل يواصل العلماء العمل على التلسكوب كما لو أن المهمة ستنجز وفق الجدول الأصلي.
ينضم اللوحان الشمسيان الجديدان إلى درع الشمس الخاص بالمصفوفة الشمسية وغطاء الفتحة القابلة للنشر، ليشكّلوا حاجزًا يحافظ على برودة وثبات الأجهزة أثناء تحليل التلسكوب لأشعة تحت الحمراء، ويبلغ سمك كل لوح نحو 7.6 سنتيمترات ومساحة 2.1 متر في 2.1 متر، مع خفة وزن وصلابة تساعد في تقليل انتقال الحرارة من الجانب المعرض للشمس، الذي قد يصل حرارته إلى 102 درجة مئوية، إلى الجانب المظلل الذي قد ينخفض حرارته إلى -135 درجة مئوية.
تغلف الألواح بطبقة بوليمر متخصصة، تتألف من 17 طبقة على الجانب الساخن وطبقة واحدة على الجانب البارد لتنظيم الحرارة، ويشكل هذا الجزء الأخير في تجميع التلسكوب، الذي سيخضع لسلسلة اختبارات دقيقة للتأكد من جاهزيته للظروف القاسية في الفضاء، ومن بينها اختبار الفراغ الحراري لمدة 70 يومًا لمحاكاة درجات الحرارة القصوى وبيئة الفراغ أثناء الإطلاق.
بعد انتهاء هذه الاختبارات، ستزال المظلة الشمسية مؤقتًا للسماح بفصل وربط التجميعات الداخلية والخارجية للتلسكوب، وهي خطوة ضرورية لاستكمال المرصد بالكامل، وبعد إعادة تركيب المظلة سيكون التلسكوب على وشك الانتهاء واستعدادًا للإطلاق.