
عند بناء جهاز كمبيوتر جديد، يركز الكثيرون على اختيار المعالج وبطاقة الرسوميات أو على الجوانب الجمالية كإضاءة RGB، لكنهم يغفلون غالباً عن عامل مهم وهو تدفق الهواء داخل علبة الجهاز. حركة الهواء داخل الصندوق تؤثر بشكل مباشر على درجات الحرارة التي يصل إليها الجهاز، وبناءً على ذلك تتغير كفاءة الأداء، مستوى الضجيج، حتى العمر الافتراضي للمكونات، وتحسين تدفق الهواء يعد من أبسط الطرق التي تحقق تأثيراً واضحاً دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ كبيرة، سواء في تقليل حرارة المعالج أو في تخفيف أصوات المراوح المزعجة.
يعتمد تدفق الهواء داخل العلبة على سحب هواء بارد من الجهة الأمامية والأسفل، ثم دفعه فوق المكونات الداخلية لامتصاص الحرارة، وبعدها طرد الهواء الساخن من الخلف والأعلى. لضمان فاعلية هذه العملية، يجب أن يكون مسار الهواء مستقيمًا قدر الإمكان، دون وجود عوائق مثل الكابلات غير المرتبة أو المراوح التي وضعت بشكل غير صحيح، لأن أي انقطاع في المسار يعرقل تبريد المكونات بشكل جيد.
لفهم كيفية تحسين تدفق الهواء، لا بد من معرفة مفهوم ضغط الهواء داخل العلبة، وهو ينقسم إلى ثلاثة أنواع: الضغط الإيجابي الذي يحدث عندما يكون حجم الهواء الداخل أكبر من الخارج، وهذا يمنع دخول الغبار من الفتحات غير المحمية ويجعل العلبة أنظف، بينما الضغط السلبي يحدث عندما يخرج الهواء أكثر مما يدخل، مما يولد تدفقاً أقوى لكنه يسحب الغبار من الفتحات غير المغطاة، وهذا يعرض الجهاز للتلوث، أما الضغط المتوازن فيهدف إلى موازنة الهواء الداخل والخارج لتحقيق أفضل أداء حراري مع مستوى مقبول من النظافة.
أما المراوح، فمعظم العلب تدعم أحجام 120 مم أو 140 مم، وكلما كبرت المروحة زادت قدرتها على تحريك الهواء بخفة وهدوء أكبر، لذا يجب اختيار المراوح بما يتناسب مع موقع وظيفتها، فمراوح الضغط الساكن مصممة لدفع الهواء عبر الحواجز مثل المرشحات أو مبردات الماء، في حين أن مراوح تدفق الهواء تناسب الأماكن المفتوحة كالجزء الخلفي والأعلى من العلبة، ويُفضل تركيب مراوح السحب في الأمام أو الأسفل لجلب هواء بارد، ومراوح الطرد في الخلف أو الأعلى لطرد الهواء الساخن الذي يرتفع طبيعيًا، وللتأكد من اتجاه المروحة يُنصح بمراجعة الأسهم المحفورة على إطارها التي تدل على اتجاه دوران الشفرات واتجاه تدفق الهواء.
للحفاظ على كفاءة التبريد، يجب القيام بصيانة منتظمة تشمل تنظيف فلاتر الغبار بشكل شهري وإزالة الأتربة المتراكمة على مراوح التبريد، كما يُفضل استبدال المعجون الحراري على المعالج كل سنتين إلى ثلاث سنوات، خصوصاً عند ملاحظة ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة، وتجدر الإشارة إلى أن تحسين تدفق الهواء ليس إجراءً لمرة واحدة فقط، بل هو عنصر مستمر للحفاظ على عمل الجهاز بأفضل شكل ممكن.