
تُساعد النقوش الرومانية القديمة في الكشف عن القوانين والتقاليد والاقتصاد، كما تعكس الجوانب العاطفية للشعوب القديمة لكن تزداد صعوبة فهم حياتهم وتاريخهم مع تلف هذه النقوش عبر الزمن، ويُكتشف سنويًا نحو 1500 نقش روماني جديد وإن كان كثير منها غير مكتمل.
تُسهم التطورات التكنولوجية الحديثة، مثل أداة Aeneas AI، في توسيع إمكانية فهم هذه النقوش، فهي تمثل نموذجًا لغويًا متخصصًا في قراءة النصوص الرومانية القديمة وتفسيرها وتوفير سياق تاريخي لها، مما يعزز من جهود الباحثين في استعادة محتوى النقوش وتحليلها.
استوحى النموذج اسمه من شخصية تاريخية رومانية شهيرة تدعى إينياس، وتم تدريبه على نحو 200 ألف نقش لاتيني يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من القرن السابع حتى القرن الثامن الميلادي، وتغطي مناطق تمتد من البرتغال غربًا حتى العراق شرقًا، ويتميز إينياس بقدرته على تحليل صور النقوش التالفة والتنبؤ بالكلمات أو الحروف المفقودة وتعويضها، بالإضافة إلى إمكانية تحديد الفترة الزمنية ومكان اكتشاف النقش، كما يقارن بين النقوش المتشابهة من حيث المحتوى أو الغاية.
يعتقد المتخصصون أن إينياس أقل عرضة للأخطاء العشوائية مقارنة بأساليب الذكاء الاصطناعي العامة لأنه مُدرّب حصريًا على اللغة اللاتينية القديمة، وأكدت المؤرخة آن روجرسون من جامعة سيدني أن التفسيرات التي يقدمها النموذج تمثل تخمينات قائمة على بيانات تاريخية حقيقية وليست مجرد افتراضات بلا أساس.
رغم توفر النموذج للجمهور مع كود المصدر وبيانات التدريب، إلا أن شركة جوجل ديب مايند التي طورت إينياس أتاحته بدون قيود، مما يتيح للطلاب والباحثين فرصة استكشاف أجزاء من التاريخ الروماني كانت سابقًا غير مفهومة أو مخفية، ويُعزز ذلك فهمهم للتاريخ القديم بعمق أكبر.