قد يشهد السفر التجاري في الولايات المتحدة تحولًا كبيرًا قريبًا، بعد صدور أمر تنفيذي يرفع حظرًا استمر لمدة 52 عامًا على الرحلات الجوية الأسرع من الصوت، حيث كانت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية قد منعت هذه الرحلات في عام 1973، خوفًا من الضوضاء التي كانت تُثيرها، ويهدف الأمر التنفيذي الجديد إلى تطبيق قواعد لاستئناف الرحلات الأسرع من الصوت مع مراعاة مستويات الضوضاء.
تشير التقارير إلى أن هذه الخطوة ستساهم في تقليص وقت السفر بين نيويورك ولوس أنجلوس بشكل ملحوظ، ليصبح ما يقرب من ثلاث ساعات ونصف، بعد أن كان يستغرق نحو ست ساعات، وعند النظر إلى التاريخ، فإن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي كانت لديهم محاولات سابقة لاستخدام تكنولوجيا الطيران الأسرع من الصوت، لكن الأصوات العالية الناتجة عنها كانت تسبب مشاكل كبيرة على الأرض.
في إطار استغلال هذه التكنولوجيا، تعمل شركات مثل “بوم سوبرسونيك” على تطوير طائرة قادرة على الطيران بسرعة ماخ واحد دون إحداث أي ضوضاء تذكر على مستوى الأرض، حيث تمكنت هذه الشركة من تحقيق هذا الإنجاز في يناير 2025 خلال رحلة تجريبية، حيث تم توجيه الضوضاء إلى الأعلى لضمان عدم وصولها للأرض.
من جانب آخر، تتنافس “بوم” مع شركة “لوكهيد مارتن” ووكالتها البحثية “ناسا” على تطوير الطائرة التجريبية الأسرع من الصوت “إكس-59″، حيث يتميز تصميم هذه الطائرة بوضع المحركات فوق هيكلها، مما يساعد على تقليل موجات الصدمة والضوضاء الناجمة عن الرحلات التي تصل إلى سطح الأرض.
تسير الأمور نحو تطبيق سريع لهذه التقنية، حيث يدعو التوجيه الجديد إلى رفع الحظر المفروض على الطيران الأسرع من الصوت بحلول 3 ديسمبر، مع وضع معايير لإصدار شهادات الضوضاء بحلول 6 ديسمبر 2026، وتطبيق القواعد النهائية بحلول 6 يونيو 2027.