
عادت الشمس مجددًا إلى النشاط بعد 22 يومًا من الهدوء، حيث شهد يومي 3 و4 أغسطس 2025 تسجيل ثلاثة توهجات شمسية متوسطة من الفئة M داخل 24 ساعة، مما يدل على انتهاء فترة الصمت الشمسي الأخيرة. هذه التوهجات انطلقت جميعها من البقعة الشمسية النشطة AR 4168، حيث سجل توهج من الفئة M2.9 في 3 أغسطس، تلاه توهجان آخران من الفئة M2.0 وM1.4 في 4 أغسطس، كما جاء في تقرير نشره موقع SolarHam.com المتخصص في طقس الفضاء.
على الرغم من أن هذه التوهجات ليست بالقوة التي تتمتع بها التوهجات من الفئة X، إلا أنها قادرة على إحداث تأثيرات ملحوظة على الغلاف الجوي العلوي للأرض. تعتبر التوهجات الشمسية من الفئة M أكثر شدة بعشر مرات من تلك من الفئة C، وقد تصدر أيضًا انبعاثات كتلية إكليلية وهي سحب ضخمة من الجسيمات المشحونة التي تُقذف في الفضاء، وقد تتسبب في اضطرابات داخل الغلاف المغناطيسي للأرض.
توقع العلماء في وكالة NOAA للأرصاد الجوية الفضائية أن اثنين من التوهجات قد أسفرا عن إطلاق انبعاثات كتلية إكليلية، لكن التوقعات تشير إلى أن هذه الانبعاثات قد تقترب من الأرض دون أن تسبب أضرارًا مباشرة. وفقًا لمقياس طقس الفضاء التابع لـ NOAA، فإن التوهجات من النوع M1 إلى M4 ترتبط عادة بانقطاعات إذاعية خفيفة، وهي عادة ما تكون قصيرة ومحدودة التأثير على ترددات الموجات العالية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن أجهزة الاتصالات الصناعية وشبكات الطاقة الأرضية لن تتأثر بهذه التوهجات، حيث لا تُصنف على أنها أحداث شديدة. في سياق متصل، سجل موقع EarthSky احتمال تعرض الأرض لضربة جانبية بسيطة من إحدى الكتل الإكليلية يومي 5 أو 6 أغسطس، مما قد يؤدي إلى عاصفة مغناطيسية من الفئة G1، وهي عاصفة ضعيفة نسبيًا قد تؤدي إلى ظهور الشفق القطبي في المناطق ذات خطوط العرض العالية مثل شمال أوروبا وكندا.
حتى الآن، تُظهر التقديرات أن تأثير هذه الأحداث سيكون طفيفًا للغاية، وتصنفه NOAA ضمن الأحداث البسيطة وغير المسببة للاضطرابات. ويؤكد خبراء الفضاء أن النشاط الشمسي الحالي يُعتبر جزءًا من دورة شمسية اعتيادية، ومن المتوقع أن تستمر مثل هذه التوهجات مع اقتراب ذروة النشاط الشمسي في السنوات المقبلة.