أكد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، لموظفيه أن الشركة تستثمر كل طاقتها في الذكاء الاصطناعي، واصفًا هذا المجال بأنه يمثل ثورة تكنولوجية توازي، أو حتى تفوق، الإنترنت وعصر الهواتف الذكية. جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع خاص للموظفين في مقر الشركة بعد إصدار التقرير الأخير للأرباح خلال العام.
أشار كوك إلى أهمية تحفيز موظفي آبل على الانخراط بجدية في الذكاء الاصطناعي وما وصفه بخطة الشركة المذهلة المتعلقة بالمنتجات المستقبلية. قال كوك للموظفين إن على آبل أن تتبنى هذا التحول، مشيرًا إلى التزام الشركة بالاستثمار في هذا الاتجاه.
أوضح كوك أيضًا أن صعود الذكاء الاصطناعي يتشابه مع التحولات التكنولوجية السابقة، حيث لم تكن آبل دائمًا هي الرائدة في هذا المجال، كما أن الشركة استعدت لمواجهة تلك اللحظات بإجراء عمليات دمج واستحواذ محتملة لتسريع تقدمها، بل أفادت التقارير بتفكير آبل في الاستحواذ على عدة شركات ناشئة لمواكبة التطورات في هذا المجال.
رغم تأخر آبل في طرح ميزات الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها، قلل كوك من أهمية هذه المخاوف، مؤكدًا أن آبل قد لا تكون الأولى، لكنها دائمًا تسعى لتكون الأفضل. حثّ كوك موظفيه على تسريع الدمج الفعلي للذكاء الاصطناعي في الأعمال، محذرًا من أن عدم القيام بذلك قد يعني التخلف عن مواكبة العصر.
أوضح كوك أن الشركة ضمت 12 ألف موظف جديد خلال العام الماضي، حيث أن 40% من هذه الوظائف ترتبط بالبحث والتطوير، مما يدعم استراتيجية آبل في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بتطوير الرقائق الداخلية. كما كشفت بلومبرج أن الشركة تعمل على تطوير رقاقة حوسبة سحابية جديدة خصيصًا لمزايا الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بناء منشأة متخصصة لصناعة خوادم الذكاء الاصطناعي.
خلال الاجتماع، تناول كوك أولويات المؤسسة الأخرى، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة من إدارة ترامب لا تزال تشكل تحديًا حقيقيًا أمام الشركة. رغم ذلك، أبدى كوك تفاؤله بإمكانيات مبيعات آبل، حيث أشار إلى نمو الإيرادات من متجر التطبيقات بنسبة مزدوجة في الربع الماضي.
تطرق كوك كذلك إلى قطاع التجزئة، مؤكدًا أن آبل ستفتح متاجر جديدة في الهند والإمارات والصين، إضافةً إلى استعدادها لافتتاح أول فرع لها في المملكة العربية السعودية العام المقبل. قال كوك للموظفين إن التوسع في الأسواق الناشئة يمثل جزءًا مهمًا من استراتيجية النمو، مشددًا على ضرورة وجود آبل في مزيد من الدول.
كما تناول كوك الأهداف المناخية للشركة، ونمو خدمة Apple TV+، والضغط التنظيمي المتزايد على شركات التكنولوجيا. أكد على أهمية استجابة شركات التكنولوجيا لهذا التدقيق وضرورة دفع اللوائح المتعلقة بها بعيدًا عن التأثير السلبي على تجربة المستخدم.